المقالات

س و ج: كل ما تريد معرفته عن تنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة العربية السعودية

س و ج: كل ما تريد معرفته عن تنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة العربية السعودية

لقد كان انفتاح المملكة العربية السعودية على العالم، في إطار رؤية 2030، عاملاً رئيسياً في جذب المستثمرين الأجانب والشركات العالمية في مختلف القطاعات. ويصاحب هذا الانفتاح ضرورة وجود إطار قانوني واضح لتنظيم العلاقات التجارية والقضائية بين الأطراف المحلية والدولية.

في هذه المقالة، نستكشف مسألة تنفيذ الأحكام الأجنبية في السعودية، وهي مسألة بالغة الأهمية لكل رجل أعمال، سواءً كان سعودياً أو أجنبياً.

ما هو تنفيذ الأحكام الأجنبية في السعودية؟

يُقصد بتنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة العربية السعودية العملية التي تقوم من خلالها محاكم التنفيذ بتنفيذ الأحكام القضائية، أو أوامر المحاكم، أو قرارات التحكيم، أو الوثائق الموثقة الصادرة عن جهات قضائية أو تحكيمية أجنبية، وفقًا لأحكام نظام التنفيذ في المملكة.

تلتزم المملكة العربية السعودية بأحكام المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مع الدول الأخرى بشأن تنفيذ الأحكام والأوامر القضائية الأجنبية. وفي حال عدم وجود مثل هذه المعاهدات أو الاتفاقيات، تُطبق المملكة مبدأ المعاملة بالمثل مع الدولة التي صدر فيها الحكم.

ما هو الأساس القانوني لتنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة العربية السعودية؟

نظرًا لأهمية وحساسية تنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة العربية السعودية، لا سيما في ظل انفتاح المملكة المتزايد على العالم في ظل رؤية 2030، وتوسع العلاقات التجارية، وجذب المستثمرين الأجانب، فقد نُظمت إجراءات وآليات ومتطلبات التنفيذ بموجب نظام التنفيذ الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/53) بتاريخ 13/08/1433هـ - 03/07/2012م، ولائحته التنفيذية. وقد لُخصت هذه الأحكام في المادة الحادية عشرة من نظام التنفيذ.

وتنص المادة الحادية عشرة على وجوب امتثال التنفيذ للمعاهدات والاتفاقيات ذات الصلة. كما لا يجوز لقاضي التنفيذ تنفيذ أي حكم أو أمر أجنبي إلا بناءً على مبدأ المعاملة بالمثل.

ما هي شروط تنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة العربية السعودية؟

تحدد المادة 11 من نظام التنفيذ شروطًا محددة لتنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة العربية السعودية. وهذه الشروط هي كما يلي:

المعاملة بالمثل: يجب أن يكون الحكم صادرًا عن دولة تطبق مبدأ المعاملة بالمثل، أي أن الأحكام الصادرة عن المحاكم السعودية قابلة للتنفيذ في تلك الدولة الأجنبية. تجدر الإشارة أيضًا إلى أن المملكة العربية السعودية طرف في اتفاقية نيويورك بشأن الاعتراف بقرارات التحكيم الأجنبية وتنفيذها، مما يُسهّل تنفيذ أحكام التحكيم الصادرة في الدول الأخرى الموقعة.

الجهة المختصة: لكي يُعترف بحكم أو أمر أجنبي في المملكة العربية السعودية، يجب أن تكون القضية خارج نطاق اختصاص المحاكم السعودية، وأن تكون المحكمة الأجنبية ذات اختصاص قانوني مناسب بموجب قواعدها الدولية.

الإجراءات القانونية الواجبة: يجب أن يكون الطرف المطلوب تنفيذ الحكم ضده قد أُبلغ رسميًا وأُتيحت له فرصة المثول أمام المحكمة، بما يضمن حقه في الدفاع قبل إصدار الحكم.

نهائية الحكم: يجب أن يكون الحكم نهائيًا، واجب النفاذ، وغير قابل للطعن فيه في البلد الذي صدر فيه.

عدم التعارض مع الأحكام السعودية: يجب ألا يكون قد صدر حكم نهائي في الموضوع نفسه من محكمة سعودية، وذلك لتجنب تعارض الأحكام القضائية.

الامتثال للشريعة الإسلامية والنظام العام: يجب ألا يخالف الحكم الشريعة الإسلامية أو يتعارض مع النظام العام والآداب العامة في المملكة العربية السعودية.

ما هي إجراءات تنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة العربية السعودية؟

يتم تنفيذ الأحكام الأجنبية في السعودية من خلال الإجراءات التالية:

تقديم الطلب: يتقدم المدعي بطلب إلى المحكمة السعودية المختصة لتنفيذ الحكم الأجنبي. ويجب أن يكون الطلب مصحوبًا بجميع المستندات الموثقة، بما في ذلك أصل الحكم، وترجماته المعتمدة عند الاقتضاء.

التحقق من الشروط: تتحقق المحكمة من استيفاء الحكم الأجنبي لجميع شروط التنفيذ المنصوص عليها في المادة 11 من نظام التنفيذ.

منح التنفيذ: بعد مراجعة المحكمة للطلب والتأكد من استيفاء جميع الشروط، تُأذن بالتنفيذ بوضع ختم التنفيذ الرسمي على الحكم. ويُصبح هذا الختم بمثابة وثيقة قابلة للتنفيذ داخل المملكة.

تنفيذ التنفيذ: يباشر المدعي بعد ذلك إجراءات التنفيذ بنفس الطريقة المتبعة في أي حكم قابل للتنفيذ صادر عن المحاكم السعودية.

ما هي عقبات تنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة العربية السعودية؟

يجوز رفض تنفيذ الأحكام الأجنبية في السعودية في حال عدم استيفاء شروط التنفيذ. تشمل العقبات الرئيسية ما يلي:

التعارض مع الشريعة الإسلامية والنظام العام: أن يتعارض الحكم مع مبادئ الشريعة الإسلامية أو النظام العام السعودي والآداب العامة.

عدم القطعية: أن يكون الحكم غير نهائي أو قابل للتنفيذ أو قابلاً للاستئناف في الدولة التي أصدرته.

عدم الاختصاص: أن تكون المحكمة الأجنبية التي أصدرت الحكم غير مختصة قانونياً بموجب قواعد الاختصاص القضائي المعترف بها في المملكة.

عدم مراعاة الإجراءات القانونية الواجبة: أن يكون المدعى عليه (فرداً كان أو كياناً) الذي صدر ضده الحكم قد لم يُبلَّغ بالإجراءات حسب الأصول، وحُرم من فرصة المثول أمام المحكمة الأجنبية.

عدم المعاملة بالمثل: لا يوجد مبدأ المعاملة بالمثل بين المملكة العربية السعودية والدولة الأجنبية التي صدر منها الحكم.

يلعب تنفيذ الأحكام الأجنبية في السعودية دورًا حيويًا في حماية الحقوق وتعزيز العلاقات التجارية الدولية. ومن خلال تطبيق نظام التنفيذ، واحترام المعاهدات، والتمسك بمبدأ المعاملة بالمثل، تضمن المملكة إطارًا شفافًا وموثوقًا به لتسوية النزاعات العابرة للحدود.

إخلاء مسؤولية: هذا المحتوى ليس استشارة قانونية، ولا نتحمل أي مسؤولية. للاستشارات القانونية، يُرجى التواصل معنا.

من نحن

مكتب محمد الخليوي هو مكتب قانوني سعودي يقدم خدماته للأفراد، المؤسسات، والشركات، مستندًا إلى خبرة واسعة في مجال المحاماة والاستشارات القانونية. يؤمن المكتب بأن القانون ليس مجرد أنظمة ولوائح، بل هو وسيلة لحماية الحقوق وضمان العدالة، ولهذا يكرس المكتب خبراته لخدمة عملائه بكل احترافية ومسؤولية.

للأتصال بنا

للتواصل معنا :

966530146448+

info@maalawsa.com

اقسام الموقع

Image